• الطلب العالمي على النفط مرشح للنمو بعد 2020 .. والسوق تواجه نقصا في الاستثمارات

    01/11/2017

    ​أكد تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن ارتفاع أسعار النفط الخام في المرحلة الحالية ضرورة حيوية لمصلحة استقرار السوق ولكي تتماشى إمدادات النفط العالمية مع استمرار النمو في الطلب العالمي حتى عام 2020 وما بعده.
    وأشار التقرير الدولي، المختص بالاستثمارات وأنشطة الحفر، إلى أن خطر نقص إمدادات النفط ما زال مرتفعا بسبب ضعف الاستثمار والنضوب الطبيعي للحقول وذلك بدون الأخذ في الاعتبار احتمال وقوع أحداث جيوسياسية مؤثرة، متوقعا أن يكون خام غرب تكساس الوسيط مستقرا نسبيا حتى عام 2018، مرجحا أن يزداد الاستقرار في النصف الثاني من العام المقبل خاصة مع انخفاض فائض المخزونات المرتبط بالزيادة الموسمية في الطلب.
    ولفت التقرير إلى تأثير حالة عدم اليقين الجيوسياسي في الفترة الأخيرة بسبب أزمة استقلال كردستان وتهديد تركيا بوقف صادرات النفط الخام، مشيرا إلى أن تصاعد هذه الأزمة قد يؤدي إلى تخفيض إمدادات النفط العالمية بنحو 52 مليون برميل، الأمر الذي من شأنه أن يعجل بالعودة إلى توازن السوق وربما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط مجددا.
    ورجح التقرير أن تظل مخزونات النفط الخام العالمية الفائضة باقية خلال العام المقبل، مشيرا إلى احتمال تسجيل المخزونات زيادة قدرها 57 مليون برميل في الربع الأول من العام المقبل مع حدوث الانخفاض الموسمي في الطلب على النفط، ما قد يشكل خطرا سلبيا مؤقتا على أسعار النفط عند حدوثه. 
    وأوضح التقرير أن فائض المخزونات النفطية لا يزال فوق المتوسط في خمس سنوات بنحو 170 مليون برميل ولكن انخفض من مستوى فائض 318 مليون برميل في وقت سابق من العام.
    وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع بسبب جني الأرباح بعد عدة مكاسب قياسية سابقة ونتيجة تأثير زيادة في الإمدادات الأمريكية من النفط وارتفاع في صادرات العراق من موانئ الجنوب.
    وتعتبر التراجعات السعرية محدودة في ضوء الدعم الواسع الذي تتلقاه السوق من عزم المنتجين مد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام المقبل 2018 وفي ظل تعافي مؤشرات السوق بشكل عام ومبشر بعد قطع خطوات مؤثرة نحو تقليص المخزونات وتضييق الفجوة بين العرض والطلب.
    وفي هذا الإطار، يقول لـ "الاقتصادية"، يوهان جيرفنبي مدير شركة "إيلينا" للطاقة في فنلندا، "إن التراجعات السعرية التي تحدث في السوق محدودة، ونتيجة أنشطة جني الأرباح التي تعقب الارتفاعات السعرية الحادة"، لافتا إلى أن أساسيات السوق قوية بفعل جهود "أوبك" في تقييد المعروض النفطي بالتعاون مع المنتجين المستقلين إضافة إلى تسارع نمو الطلب على النفط الخام ما يجعل تخمة المعروض تنحسر بشكل سريع ومؤثر.
    ويشير إلى أن السوق النفطية تتلقى دعما كبيرا من توافق المنتجين على مد العمل بتخفيضات الإنتاج لتغطي العام المقبل 2018 بكامله، موضحا أن الزيادات في الإنتاج الأمريكي وفي الإنتاج العراقي محدودة ولن تعرقل العوامل الأقوى تأثيرا التي تقود السوق نحو استعادة التوازن المستدام.
    ويؤكد أن أسعار النفط الخام قفزت أخيرا إلى أعلى مستوى منذ منتصف 2015 وتجاوز خام برنت 60 دولارا للبرميل، مبينا أن كثيرا من العوامل الإيجابية تجذب الأسعار نحو مستويات جديدة من الارتفاع وهو ما يمثل أنباء سارة للشركات والأنشطة الاستثمارية في صناعة النفط الخام في كافة مجالاتها.
    من جانبها، تقول لـ "الاقتصادية"، أمريتا إنج مدير الطاقة والبتروكيماويات في شركة "أي ايه سنجابور"، "إن البنية التحتية لتصدير النفط تحتاج إلى مزيد من الاستثمار في السنوات المقبلة حتى تبقى علاقة العرض والطلب في حالة توازن"، مشيرة إلى أن الاستثمارات الأمريكية ستستفيد كثيرا من تعافي الأسعار خاصة إذا استقرت أسعار الخام فوق 60 دولارا للبرميل.
    وتؤكد أن صادرات النفط الخام الأمريكية شهدت ازدهارا واسعا منذ رفع الحظر التصديري منذ نحو عامين وذلك بعد نحو أربعة عقود على تطبيق هذا الحظر، موضحة أن الشحنات النفطية التصديرية سجلت أخيرا، رقما قياسيا قدره مليونا برميل يوميا ومن المتوقع أن يرتفع قريبا إلى نحو 3.5 أو أربعة ملايين برميل يوميا، ولكن البعض يتخوف من أن يتسبب ذلك في ضغوط على اقتصاد الولايات المتحدة وعلى أسعار الخام الأمريكي.
    بدوره، توقع ألكس فولر مدير تنمية الأعمال في مبادرة الطاقة الأوروبية، استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري مع ترقب المستثمرين لمعرفة ما إذا كانت منظمة "أوبك" ستوافق رسميا على تمديد التخفيضات خلال اجتماعها الوزاري الموسع في 30 نوفمبر الجاري.
    ويشير لـ "الاقتصادية"، إلى أن الإشارات التي أطلقها كل من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تؤكد أن مد العمل بتخفيضات الإنتاج قادم دون أدنى شك، ولكن توقيت إعلان ذلك ليس محسوما في اجتماع نوفمبر الجاري خاصة أن روسيا والكويت سبق أن تحدثا عن إعلان مد العمل بالتخفيضات بعد تقييم أحدث بيانات السوق في أوائل العام المقبل.
    وفيما يخص الأسعار، فقد تراجعت أسعار النفط أمس، مع قيام المتعاملين بالبيع لجني الأرباح إثر مكاسب استمرت لأيام ومع انحسار توقعات ارتفاع السوق التي دفعت خام برنت فوق الـ 60 دولارا للبرميل، وذلك بفعل احتمالات زيادة الصادرات الأمريكية.
    وقال المتعاملون "إن "برنت" تأثر أيضا بخطوة العراق لزيادة صادرات النفط من موانئ الجنوب 220 ألف برميل يوميا إلى 3.45 مليون برميل يوميا من أجل تعويض التعطيلات في إمدادات حقول كركوك الشمالية".
    وكانت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة 14 سنتا بما يعادل 0.2 في المائة عن التسوية السابقة لتسجل 60.76 دولار للبرميل، في الساعة 0540 بتوقيت جرينتش، لكنها تظل غير بعيدة عن أعلى مستوياتها منذ تموز (يوليو) 2015 الذي سجلته في وقت سابق من الأسبوع ومرتفعة نحو 37 في المائة عن أدنى مستويات 2017 المسجلة في حزيران (يونيو) الماضي.
    وانخفض الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 11 سنتا عن الإغلاق السابق إلى 54.04 دولار للبرميل. لكن ذلك يظل قرب أعلى مستوى منذ شباط (فبراير) الماضي، ومرتفعا بنحو 28 في المائة منذ أدنى مستوى لعام 2017 المسجل في يونيو.
    وقال متعاملون "إن هناك بيعا لجني الأرباح بعد ارتفاع أسعار الخام نحو 5 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم".
    لكن الثقة ما زالت تهيمن على السوق رغم تراجعات أمس، بفضل الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا لحجب نحو 1.8 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط في مسعى لموازنة الأسواق ودعم الأسعار.
    وتراجعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي، حيث لا تزال الأسعار تحت ضغط عمليات التصحيح وجني الأرباح، بعدما سجلت أعلى مستوى في عدة أشهر، وتظل الخسائر حتى الآن محدودة في ظل الاحتمالات القوية لتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي حتى أواخر عام 2018. وانخفض الخام الأمريكي إلى مستوى 54.00 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 54.08 دولار، بحلول الساعة 09:15 جرينتش، وسجل أعلى مستوى 54.10 دولار، وأدنى مستوى 53.92 دولار.
    ونزل خام برنت إلى مستوى 60.40 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 60.51 دولار، وسجل أعلى مستوى 60.55 دولار، وأدنى مستوى 60.23 دولار.
    وفقد النفط الخام الأمريكي نسبة 0.1 في المائة، في أول خسارة خلال ثلاثة أيام، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بعدما سجل في وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى في ثمانية أشهر 54.44 دولار للبرميل، وفقدت عقود برنت نفس النسبة بعدما سجلت مستوى 60.99 دولار للبرميل الأعلى منذ 3 تموز (يوليو) 2015.
    وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 4.1 في المائة، في ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، بفعل آمال تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي، وعلامات على تحسن الطلب العالمي.
    وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، "إن السعودية وروسيا أعلنتا دعمهما لتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي الذي تقوده "أوبك" قبيل اجتماع المنظمة الرسمي أواخر الشهر المقبل".
    وتنفذ "أوبك" والمنتجون المستقلون حاليا اتفاقا عالميا بخفض المعروض النفطي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى آذار (مارس) 2018، بهدف تحقيق التوازن في السوق وخفض المخزونات العالمية.
    ومن المقرر أن تجتمع "أوبك" على المستوى الوزاري يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في فيينا لدراسة مستجدات السوق، واتخاذ قرار بشأن تمديد الاتفاق العالمي حتى أواخر عام 2018.
    وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 58.27 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 57.55 دولار للبرميل في اليوم السابق.
    وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع السابق الذي سجلت فيه 55.77 دولار للبرميل.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية